فى سنة 1258 وقعت بغداد فى ايد المغول و دمروها و أبادوا سكانها و قبضوا على الخليفه العباسى المستعصم بالله و رجالته و ركلوه بالرجلين لحد الموت.

سقوط بغداد
 
بداية 29 يناير 1258  تعديل قيمة خاصية تاريخ البدايه (P580) في ويكي بيانات
نهاية 10 فبراير 1258  تعديل قيمة خاصية تاريخ النهايه (P582) في ويكي بيانات
البلد
العباسيين   تعديل قيمة خاصية البلد (P17) في ويكي بيانات
الموقع بغداد   تعديل قيمة خاصية المكان (P276) في ويكي بيانات


33°20′51″N 44°20′06″E / 33.3475°N 44.335°E / 33.3475; 44.335   تعديل قيمة خاصية الإحداثيات (P625) في ويكي بيانات

خريطة
المغول بيقتحموا بغداد 1258

ابتدت حكاية سقوط بغداد فى ايد المغول بتولى هولاكو بن تولوى الحكم فى إلخانية فارس. الخان الاكبر مونجوقاخان طلب منه سنة 1256 انه يكمل المشوار اللى بدأه جده جنكيز خان .[1]

بعد هولاكو مادمر قلعة ألموت بتاعة الحشاشين ( الاسماعيليين )، بعت جواب لخليفة بغداد المستعصم بالله يهدده و يتوعده إنه رغم إنه أظهر طاعته و خضوعه لكن ما ساعدهوش فى أخد قلعة ألموت و قاله " إنت أظهرت الطاعه بس ما بعتش عساكر " ، و امره بإنه يهدم الحصون و الخنادق فى بغداد و يروح يقابله، وقاله : " لما اقود الجيش لبغداد، مندفع بسورة الغضب، فإنك لو كنت مختفى فى السما .. حا أنزلك من الفلك الدوار و حاأرميك من عليائك لتحت زى الأسد. و مش حاخلى حى فى مملكتك. وحاخلى مدينتك و إقليمك و أراضيك طعمه للنار ". فرد عليه الخليفه بهدايا و تحف و جواب ينافقه و يقول له فيه انه : " مع الخاقان و هولاكوخان قلب واحد ولسان واحد ".

الخلفيه

 
الدولة الخوارزمية ما بين 1190م و 1220م

سقوط بغداد كان نتيجه مباشره لتدمير الدوله الخوارزميه على حدود المنطقه العربيه على ايد المغول اللى شجعهم الخلفا العباسيين و أغروهم بيها. المغول بقيادة جنكيز خان اجتاحوا اراضى الدوله الخوارزميه ( 1221-1220 ) بتحريض من الخليفه العباسى اللى اعتبر ان المغول حايحموا دولته [2] و إستولوا على بخارى و سمرقند و بعدها بسنتين حاصروا عاصمة الدوله الخوارزميه. فى بغداد الخليفه العباسى " ابو العباس احمد الناصر لدين الله " كان خايف من الخوارزميه و قاعد ينافق فى المغول و يبعت لهم هدايا و فلوس و يشجعهم على غزو الدوله الخوارزميه [3][4]، و هو بضيق افقه والسلطه عميه مش دريان إن هدف المغول اكبر من أخد خوارزم، و إنهم لو أخدوها بلاد الشرق و اولها بغداد حا تبقى مفتوحه قدامهم وفركة كعب لجيوشهم. استعانة الخليفه العباسى الناصر لدين الله بالمغول ضد الخوارزميه كانت غلطه كبيره ، و سقوط المملكه الخوارزميه فى ايد المغول كان نذير شؤم على الخلافه العباسيه.[3]

اتوفى جنكيز خان مؤسس الامبراطوريه المغوليه سنة 1227 ، و بموته اتقسمت امبراطوريته على ولاده الأربعه، چوچى و چغتاى و اوكتاى و تولوى ، كل واحد فيهم أخد له حته يحكمها. فى سنة 1230 المغول غلبوا و قتلوا جلال الدين سلطان خوارزم اللى فضل مده طويله يقاوم بشجاعه ، و استولوا على كل خوارزم وعملوا فيها مدابح رهيبه. و بكده بقت بلاد الشرق مفتوحه قدامهم و ما بقاش فاضل لهم إلا إنهم يدخلوا بغداد ويزحفوا على الشرق الاوسط.

 
بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل خضع للمغول بإرادته الحره.

فى سنة 1242 اتولى أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله الخلافه فى بغداد و كان الخليفه العباسى الرابع و التلاتين ، و هو الخليفه اللى قال عنه المؤرخ ابن أيبك الدوادارى إنه " كان فيه هوج، وطيش، وظلم، مع بله، وضعف، وانقياد لأصحاب السخف. يلعب بطيور الحمام، ويركب الحمير المصرية الفرء " .[5] و هو الخليفه اللى بعت لل مصريين يستهزء لما نصبوا شجر الدر سلطانه على مصر و قالهم : " إذا كات الرجال عدمت عندكم قولوا فنبعت لكم رجاله " فى الوقت اللى كان هو و رجالته عمالين يبعتوا فلوس و هدايا للمغول [6]، و فى الوقت اللى كانت هى حققت انتصار كبير على صليبيين الحمله الصليبيه السابعه.

المستعصم بالله ما كانش الوحيد فى المنطقه العربيه اللى بيتعامل مع المغول و بينافقهم، بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل خضع ليهم بإرادته الحره من غير تهديد، و أخد على عاتقه انه يجبى لهم فلوس و مكوس من الشام .[7]، و الناصر يوسف حاكم دمشق كان بيتصل بيهم فى السر و بيبعت لهم ابنه " الملك العزيز " و وزيره " زين الدين الحافظى " بهدايا و تحف على أمل انهم يرضوا عنه و يحالفوه ضد مصر [8]، و الملك المغيث حاكم الكرك كان خاضع ليهم برضه بإرادته الحره و بيبعتلهم رسل [9]

الطريق كان ممهد للمغول لدخول بغداد و اقتحام الشرق الوسطانى و محاولة الوصول لمصر هدف المغول و الصليبيين الاكبر و كل المتآمرين معاهم.

نكبة بغداد

فى اواخر صيف سنة 1256 اتنكبت بغداد بسيل ضخم غرقها و اختفت منها بيوت و محلات كتيره عن طريق المايه و عن طريق عمليات النهب و السلب اللى قام بيها الناس اللى كان بيحركها مجاهد الدين دوادار الخليفه ، و اتحولت نص أراضى العراق لخرابه و اتسمى السيل ده " الغرق المستعصمى " ، و بعد الغرق المستعصمى هاج مجاهد الدين و ابن العلقمى وزير الخليفه على بعض و حصلت اضطرابات كبيره فى ارض الجزيره ( العراق ) و بغداد ، خدت طابع اثنى عنصرى و حرب اهليه عرقيه مصغره بين السنه و الشيعه .[10][11]

 
أطلال قلعة ألموت، قاعدة الحشاشين

فى الغضون دى كان هولاكو استولى على قلاع و حصون الحشاشين فى قهستان و رودبار و قومس و وزع غنايمها على قواده و عساكره، و طلع على قاعدتهم فى قلعة ألموت اللى استسلمت له بعد ما حاصرها قواده " بلغايى " و " طاير بوقا " ، واستولى على سلطنة الروم و دمرها بقيادة " بايجو نويان " .[12] بكده بقت كل الطرق توصل لبغداد فكتب هولاكو من همذان جواب للخليفه المستعصم يقوله فيه انه اظهر الطاعة لكن ما بعتش عساكر تساعد، و انه اكيد سمع عن اللى حل بالعالم على ايدين جيوش المغول من ايام جنكيز خان و حذره : " احذر الحقد و الخصام، و ما تضربش المخصف بضربة ايدك، و ما تلطخش الشمس بالوحل فتتعب ". و بعد ما حذره رجع يقوله انه ممكن يسامحه إذا هدم حصون بغداد و ردم الخنادق و راح يقابله او بعت مندوبين عشان ينقلوا له رسالته و حذره تانى انه : " إذا ما سمعش النصيحه، و فضل الخلاف و الجدال، فيبقى عليه انه يعبى عساكره و يحدد ساحة القتال " [13]

بين هولاكو و الخليفه

المستعصم بلع ريقه و بعت شرف الدين بن الجوزى و بدر الدين النخجوانى برد لهولاكو فيه اهانات و تحدى زى : " أيها الشاب الحدث ! المتمنى قصر العمر، و من ظن نفسه محيطا و متغلبا على كل العالم مغترا بيومين من الإقبال " و " الا يعلم الامير أنه من الشرق الى الغرب، و من الملوك الى الشحاذين، و من الشيوخ الى الشباب ممن يؤمنون بالله و يشتغلو بالدين، كلهم عبيد ده البلاط و جنود لى. إننى حينما أشير بجمع الشتات، سأبدأ بحسم الامور فى إيران، بعدين سأتوجه منها الى بلاد توران، و أضع كل شخص فى موضعه ". و فى الاخر قاله انه مش عايز يحاربه و كمل : " خصوصاً و إننى مع الخاقان و هولاكو خان، قلب واحد و لسان واحد" و ختم بقوله : " إن لى ألوفا مؤلفة من الفرسان و الرجالة .. وهم متأهبون للقتال "، و مع الجواب بعت المستعصم تحف و هدايا لهولاكو .[14]

و رسل هولاكو راجعين فى السكه طلع عليهم الناس شتموهم و تفوا على وشوشهم و قطعوا لهم هدومهم. و لما وصلو عند هولاكو و سمع منهم عن اللى شافوه فى ارض الخليفه قال : " الخليفه ده ما عندهوش أى كفاءة، ده عامل معانا زى القوس المعووج .. بس أنا حأخليه مستقيم زى السهم " ، و لما دخلوا رسل المستعصم و قرا الجواب غضب من كلام الخليفه اللى اعتبره خالى من اللياقه، و قال : " إرادة الله مع الناس دول امر تانى ، حيث انه دخل فى دماغاتهم أوهام زى دى ".[15] و هولاكو كان محق فى دى لإن الخليفه إما كان كلامانجى او كان فعل بيتخيل ان عنده رجاله بجد ، و انهم حا يهبوا لنجدته من الشرق و الغرب ، ما كانش دريان ان الكل حواليه كانو زيه بينافقوا هولاكو، بما فيهم وزيره ابن العلقمى اللى اعتبره مؤرخين انه كان عميل للمغول ، و إن فيهم اللى خضعوا لهولاكو رسمى زى بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل ، و إن عسكر الشام و ملوكه كانو ساعتها باصين جهة الغرب طمعانين فى مصر مش جهة الشرق ناحية المصيبه اللى جايه لهم.

هولاكو رد على الخليفه بجواب جه من ضمنه : " انت فتنك حب الجاه و المال و العجب و الغرور بالدوله الفانيه، بحيث ما بقاش ياثر فيك نصح الناصحين بالخير ، و فى ودنك وقر مش مخليك تسمع نصح المشفقين " و هدده : " يبقى عليك دلوقتى انك تكون مستعد للحرب و القتال، لإنى رايح على بغداد بجيش زى النمل و الجراد " .[16]

لما الخليفه قرا رد هولاكو اتخض و سأل وزيره ابن العلقمى يعمل ايه، فقاله ابن العلقمى إن أحسن حاجه يعملها هى انه يعتذر لهولاكو و يبعتله فلوس كتيره و اعداد كبيره من الجمال و الحصنه و الهدايا و التحف. فاعجب الخليفه بنصيحة وزيره ، و امر بتجهيز الحاجات دى ، لكن دواداره مجاهد الدين اللى كان متخانق مع ابن العلقمى نصحه انه ما يعملش كده، فرجع فى كلامه و بعت لابن العلقمى يقوله : "لا تخشى القضاء المقبل، و لا تقل خرافة، بينى و بين هولاكوخان و اخيه منكوقاآن صداقة و الفة، لا عداوة و قطيعة. و حيث إننى صديق لهما، فلابد أنهما ايضاً يكونان صديقيين و مواليين لى، و إن رسالة الرسل غير صحيحة ". و بكده عرف ابن العلقمى إن نهاية دولة العباسيين أوشكت .[17]

ابتدا ابن العلقمى يجهز جيش و لم شوية عرب على شوية تراكوه على أمل إن لما هولاكو يشوف إن فيه جيوش بتتجمع يخاف و ما يهاجمش بغداد، لكن لما طلب إبن العلقمى من الخليفه انه يطلع فلوس عشان يدفعوا للعساكر دى مارضاش الخليفه فيئس منه ابن العلقمى ، لكن الخليفه بدل ما يدفع للعسكر، بعت هديه لهولاكو و معاها جواب قاله فيه إن كل اللى قصدوا عيلة بنى العباس و بغداد كانت عاقبتهم و خيمه و ختمه بقوله : " مش من المصلحه أن يفكر الملك فى قصد عيلة العباسيين. فأحذر عين السؤ من الزمان الغادر ". فغضب هولاكو و رد عليه بشعر بيقول فى أخرته : " حاأنزلك و لو كنت فى السما .. و حاأدفع بيك غصب لأفواه السباع " .[18]

هولاكو كان بيجهز لغزو بغداد و كان بيبعت للخليفه إنذارات واضحه، الخليفه ما قدرش يفهمها بسبب عمى سياسى و افكار غلط معششه فى دماغه و اعتماد على رجاله وهميين ، فكان بيرد عليه بهدايا و فلوس و أشعار و تخاريف و اهانات ، من غير ما ياخد موقف واضح ، يسالمه او يحاربه، و من غير ما يدرى انه بالطريقه دى ما بيعملش حاجه أكتر من إستفزازه. و ده بيعضد رأى المؤرخ ابن أيبك الدوادارى إنه " كان فيه هوج، وطيش، وظلم، مع بله... "، و رأى ابن تغرى انه كان " قليل المعرفه بتدبير الملك نازل الهمه ".[19]

تجمع جيوش المغول و الطلوع على بغداد

ابتدا هولاكو يجهز لغزو بغداد، فأمر بتحريك جيوش " جرماغون " و " بايجو نويان " من معاقلها فى بلاد الروم و تطلع على بغداد عن طريق اربل و الموصل و تستنى فى غرب بغداد. و امر قوات " بلغا بن شيبان بن جوجى " و توتار بن سكنقور بن جوجى " و " قولى بن أروه بن جوجى " و " بوقاتيمور " و " سونجاق " بالتوجه ليه ويقفوا فى الميمنه ، و امر قوات " كيتوبو قانيون " و " قدسون " و " نرك ايلكا " بالزحف من حدود لرستان و بيات و تكريت و خوزستان و تقف فى الميسره. و اتجمعت الجيوش فى مرج " زكى " فى ضواحى همدان تحت قيادة " قياق نويان " .[20]

فى أواخر يناير 1257 اتحرك هولاكو بالجيوش المغوليه اللى اتجمعت و فى صحبته الامرا المغول و القواد و كل ملوك و كتاب بلاد ايران. و لما وصل أسد آباد بعت رسول للخليفه المستعصم يطلب منه يروح له فقعد المستعصم يماطل، و بعت له ابن الجوزى بجواب يحذره من مغبة هجومه على بغداد، و يعرض عليه تسليمه الخزاين مقابل انه يرجع. و رد هولاكو عليه : " إزاى نفوت زيارة الخليفه بعد كل الطريق اللى قطعناه. حا نبقى نرجع بإذنه بعد ما نزوره و نكلمه " .[21]

و جهز هولاكو قوات بقيادة قدغان و كتبغا نوين وبعتها للاكراد عند ديار بكر و هرب الاكراد مفزوعين و استخبو فى الجبال لكن المغول اتعقبوهم و عملو مدابح فيهم و اسرو منهم اعداد [22] ، و اخدو كل اللى فى كرمانشاه و بعد ما خلصو منهم هاجمو طلايع جيش بغداد و قبضوا على ايبك الحلبى و سيف الدين قلج و عينوهم مرشدين لطلايع قوات المغول. و بعت هولاكو من تانى رسل للخليفه يقوله : " إذا كان الخليفه دخل فى الطاعه فلازم يخرج، او يجهز للقتال " [23]

فى 16 يناير 1258 عدى بايجو نويان و بوقاتيمور و سونجاق نهر دجله عن طريق نهر دجيل و وصلو لنواحى نهر عيسى و طلب سونجاق نويان من بايجو انه يمسك قيادة جيش غرب بغداد و راح هو على حربية .[24]

لما سمع مجاهد الدين اللى كان بيقود جيش بغداد مع " ابن قر " ان المغول عدوا لضفة دجله الغربيه راحوا التحموا بقوات سونجاق و بوقاتيمور على حدود الأنبار فهرب المغول و انضموا لقوات بايجو ، و فتح المغول سد على النهر فغمرت المايه الصحرا ورا جيش بغداد. و فى الفجر هجم بايجو و بوقا تيمور على قوات مجاهد الدين و ابن كر و غلبوهم و انهزم جيش بغداد و هرب مجاهد الدين مع كام واحد على بغداد و الباقيين هربوا ع الحلة و الكوفة و اتقتل ابن كر و معاه حوالى 12.000 بغدادى غير اللى غرقوا و اللى ماتوا فى الوحل .[25]

استولى بوقاتيمور و بايجو و سونجاق على غرب بغداد و دخلوا لأحيائها على شط دجله، و وصل بوقانويان و أمرا تانيين ل" نجاسية " بجيش ضخم، و طلع هولاكو من معسكراته فى " خانقين " و نزل فى شرق بغداد فى 18 يناير 1258 ، و ابتدا المغول يتدفقوا على أسوار بغداد زى النمل و الجراد من كل جهه و ناحيه و حاصروها و حطوا حيط اتحموا بيه [26]..

كانت فيه قوات من الموصل ضمن جيش هولاكو، بعتها بدر الدين لؤلؤ للمساعده و إظهار الولاء الكامل للمغول و شاركت بعد كده بقيادة ابنه الصالح ركن الدين اسماعيل فى حصار ميافارقين بالمجانيق.[11][27]

حصار و دك بغداد

 
حصار بغداد 1258

فى 29 يناير 1258 ابتدت المجانيق تدك بغداد. هولاكو كان فى قلب الجيش المغولى من طريق خراسان على شمال بغداد قدام البرج العجمى. القواد ايلكا نويان و فربا كانو قدام بوابة كلواذى، و القواد قولى و بولغا و توتار و شيرامون و أرقيو كانو فى عرض المدينه قدام بوابة سوق السلطان ، و القواد بايجو و سونجاق كانو مرابطين فى غرب المدينه قدام المارستان العضدى. اتصوبت المجانيق بإتجاه برج العجمى و قدر المغول انهم يعملوا ثغره فيه.[26]

جيش بغداد اللى وصفه ابن كثير بـ " القلة و نهاية الذلة " كان تعداده 10.000 عسكرى، لإن الخليفه كان سرح عساكر الجيش من الخدمه، و اتحول عدد كبير منهم لشحاتين بيدوروا فى الأسواق و بيقعدوا على أبواب الجوامع يشحتوا من الناس.[11]

لما شاف الخليفه انه رجالته مالهمش قدره على مواجهة المغول بعت وزيره لهولاكو يقوله : " الملك أمر بإنى أبعت له الوزير و أدينى لبيت طلبه فالمفروض الملك يكون عند كلمته ". فرد عليه هولاكو : " الشرط ده انا طلبته لما كنت على باب همذان. دلوقتى إحنا على باب بغداد. دلوقتى حصل إضطراب و فتنه، فإزاى أقبل بواحد ؟ لازم تبعت التلاته دول : الدوادار و سليمان شاه و الوزير ". فبعتله الخليفه تانى يوم الوزير و صاحب الديوان و شوية شخصيات لكن هولاكو رجعهمله و استمر العراك و الدك ست تيام. ورمى المغول بالسهام منشورات جوه بغداد من ست جهات مكتوب فيها إن القضاه و العلما و الشيوخ و الأكابر و التجار و كل اللى ما بيحاربش المغول لهم الأمان .[28]

يوم الجمعه 1 فبراير 1258 هدم المغول برج العجمى و يوم الاتنين اتسلق المغول السور اللى كان هولاكو واقف قدامه و قتلوا العساكر البغداديه اللى كانو واقفين فوقيه. و على المسا بقت كل الأسوار الشرقيه فى ايدين المغول. امر هولاكو بحط كوبرى و ينصبوا مجانيق و ما يخلوش أى حد يحاول يهرب بالمراكب. لما حاول مجاهد الدين يهرب بمركب ضربه عساكر بوقا تيمور بحجارة المنجنيق و السهام و قوارير القطران و خدوا تلت مراكب و اضطر مجاهد الدين يرجع بغداد .[29]

لما يئس الخليفه بالكامل من قدرة رجالته، و عرف انه مش ممكن يحتفظ ببغداد قال " حاأسلم و اطيع " و بعت رسل لهولاكو بهدايا و تحف لكن هولاكو ما اهتمش بيها.[30] لانه طبعا كان عارف ان جوه بغداد اكتر من كده بكتير.

يوم التلات 5 فبراير بعت الخليفه ابنه ابو الفضل بفلوس كتيره لكن هولاكو رفضها، فبعتله تانى يوم ابن تانى و معاه الوزير و جماعه من المقربين للشفاعه لكن برضه هولاكو رفض.[30]

استسلام و سقوط بغداد

هولاكو بعت للخليفه يقوله : " الرأى للخليفه يخرج أو لاء، جيش المغول قاعد قدام الاسوار لغاية ما يخرجوا سليمان شاه و الدواتدار ". و لما خرجوا دخلهم تانى و طلب انهم لازم يطلعوا بكل اتباعهم ،فطلعوا و معاهم عسكر بغداد مستسلمين ، و كانت اعداد اللى خرجوا كبيره جداً فقسمهم المغول على مجموعات الوف و ميات و عشرات و قتلوهم كلهم.[31]

بيحكى المؤرخ بدر الدين العينى إن المغول كانو بيستدعوا الأكابر من دار الخلافه فيخرج الواحد منهم بعياله و ستاته فياخدوهم على مقبرة " الفى " جنب " المنظرة " و يدبحوهم زى ما الخرفان بتتدبح و ياخدوا بناتهم و جواريهم .[32]

جوه بغداد استخبى الناس فى الأنفاق و مواقد الحمامات. و طلعت جماعه من اعيان بغداد و طلبوا الامان و قالوا : فيه ناس كتيره طايعه و خاضعه استنوا عليهم، لإن الخليفه حا يبعت ولاده و حا يخرج هو كمان".[31]

فى اللحظه دى جه سهم فى عين أمير مغولى كبير اسمه " هندو البيتكچى " فغضب هولاكو جداً، و قرر انه ما يعتقش بغداد، و أمر بحط أمان للناس على بوابة الحلبه فبدأ الناس يخرجوا من بغداد. و قبض هولاكو على سليمان شاه مع 700 من قرايبه و قاله " انت كنت منجم ، و مطلع على أحوال السعد و النحس للبلاد ، إزاى ماقدرتش تتنبأ بسؤ مصيرك ، و ليه مانصحتش مخدومك عشان يجيلنا بطريق الصلح .. " فرد سليمان شاه : " الخليفه كان مستبد برأيه، منكود الطالع، فماسمعش نصايح الناصحين ". فأمر هولاكو بقتله هو و كل اتباعه وبعت راسه و راس مجاهد الدين و تاج الدين ابن مجاهد الدين لبدر الدين لؤلؤ فى الموصل عشان يعلقهم هناك و عيط لؤلؤ لإن سليمان شاه كان صاحبه لكن علقهم لانه كان خايف هولاكو يغضب عليه.[33]

المستعصم نده وزيره ابن العلقمى و قاله " ما تدبير امرنا " فرد عليه ابن العلقمى ببيت شعر بيقول : " يظنون أن الامر سهل و إنما ... هو السيف حدت للقاء مضاربة ".[33]

يوم الحد 10 فبراير 1258 خرج الخليفه المستعصم مع ولاده التلاته : أبو الفضل ، و أبو العباس أحمد ، و أبو المناقب. و كان معاهم 3000 من الأكابر و القضاه و الأئمه و أعيان بغداد . و طلب منه هولاكو إنه يأمر سكان بغداد بانهم يسيبوا اسلحتهم و يخرجوا عشان يتعدوا . فبعت الخليفه ناس تنادى فى المدينه و ساب الناس اسلحتهم و خرجوا و قعد المغول يقتلوا فيهم و يدبحوهم .[34]

اتحط للخليفه و اولاده و اتباعه خيم جنب بوابة كلواذى فى معسكر كيتوبوقا نويان قعدوا فيها تحت الحراسه .[35]

مدبحة بغداد و اعدام المستعصم

يوم الاربع 14 فبراير 1258 اندفع المغول مره واحده جوه بغداد و قامت مدبحه كبرى قتلوا فيها كل اللى قابلوه و نهبوا كل اللى لاقوه و حرقوا المبانى و كل حاجه ما عدا شوية بيوت للرعاه و الغربا. حرق المغول الاماكن المقدسه فى بغداد زى جامع الخليفه و مشهد موسى الجواد و مقابر الخلفا.

استمرت المذبحه والنهب و السبى اربعين يوم [36] ، و مانجاش الا اللى قدر يستخبى.[37] بيحكى المؤرخ ابن كثير ان المغول قتلوا كل اللى قدروا عليه من رجاله و ستات و شبان و عيال و عجايز، و البغداديين كانو بتستخبوا فى الأبار و قنى الوسخ ، و غيرهم استخبوا فى البارات و سمكروا على نفسهم الببان فكانوا المغول يجوا و يكسروا الببان او يحرقوها، و يدخلوا عليهم فكانوا يجروا على السطوح فيطلعوا وراهم و يدبحوهم، فكان دمهم بيسيل من الأسطح و يجرى فى الحوارى .[38]

اتخربت بغداد بالكامل، و حرق المغول كتب العلم و الادب ، و بيتقال انهم بنوا بالكتب كوبرى.[39]

 
خليفة بغداد سلم هولاكو الدهب اللى كنزه

يوم الجمعه دخل هولاكو بغداد عشان يتفرج على قصر الخليفه و امر انهم يجيبوه و لما جه قاله : " انت مضيف و إحنا الضيوف!... فيالا جيب لنا اللى يليق بينا ". فأفتكر الخليفه ان هولاكو بيتكلم جد و كان بيترعش من الخوف و من رعبه نسى فين مفاتيح الخزاين ، فطلب كسر الأقفال و جاب لهولاكو 2000 ثوب و 10.000 دينار و نفايس و مرصعات و جواهر. فأخدها هولاكو من غير اكتراث و اداها للامرا و الموجودين و بعدين قال للخليفه : الفلوس اللى بتملكها على وجه الارض باينه، و دى ملك عبيدنا. لكن قول بتملك ايه من الدفاين و هى ايه و موجوده فين ". فأعترف الخليفه بإن فيه أحواض مليانه دهب تحت ساحة القصر، فلما حفروا هناك لقوها و كانت مليانه دهب احمر و كل سبيكه كان وزنها 100 مثقال. بيقول مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى : " قصارى القول ان كل اللى الخلفا جمعوه فى خمس قرون، حطوه المغول فوق بعضه فكان زى جبل على جبل " .[40]

بعد ما لقوا الدهب امر هولاكو بعد حريم الخليفه و لما عدوهم طلعوا 700 زوجه و سريه و 1000 خدامه. فقال الخليفه لهلاكو و هو بيتضرع : " من على باهل حرمى اللائى لم تطلع عليهن الشمس و القمر " فقال له هولاكو : " اختار ميه من السبعميت ست و سيب الباقى ". فأخد الخليفه الميه من قرايبه و المحببات ليه .[41]

بغداد اتحولت لركام بره منه ريحة عفونه، و حصل وباء موت ناس كتيره من اللى ما اتقتلوش [42] ، و وصل الوباء للشام و موت هناك ناس كتيره فى حلب و دمشق.[36]

سكان بغداد أوفدوا " شرف الدين المراغى " و " شهاب الدين الزنجانى " و " الملك دل راست " لهولاكو عشان يطلبوا الأمان فأصدر هولاكو أمر بوقف النهب و قال لإن بغداد بقت ملك المغول و على كل واحد مزاولة شغلته و عيشته. و بكده نجى الناس اللى ما اتقتلوش.[43] اتقتل فى بغداد حوالى 800.000 او أكتر .[44][45]

اعدام المستعصم

هولاكو ساب بغداد يوم 24 فبراير 1258 و راح على وقف و جلابيه و بعت الامير عبد الرحمن لأخد خوزستان، و استدعى الخليفه اللى حس ان استدعائه علامة نحس و حس بالخوف و سأل وزيره ابن العلقمى " ما حيلتنا " فرد عليه ابن العلقمى : " لحيتنا طويلة" و كان بيقصد بكده التريقه، لانه لما نصحه يبعت فلوس و هدايا لهولاكو جهاد الدين نصحه ما يعملش كده و قال : " لحية الوزير طويلة ".[43]

لما حس الخليفه ان نهايته خلاص قربت استأذن هولاكو و طلب يروح الحمام يغسل نفسه فعاز هولاكو انه يبعت معاه خمس حراس مغول، لكن الخليفه رفض و قاله : " أنا لا أريد أن أذهب بصحبة خمسة من الزبانية " ، و قعد يهلوس بقصايد و أشعار و قال قصيده مطلعها بيقول : " و أصبحنا لنا دار كجنات و فردوس .. و أمسينا بلا دار كأن لم نغن بالأمس " .[46]

فى المسا اتعدم الخليفه بعد ما المغول حطوه فى شوال او لفوه فى سجاده و ركلوه بالرجلين. و بيتقال انهم قتلوه بالطريقه دى بسبب إعتقاد عندهم او لإنهم ما كانوش عايزين دمه يجى ع الارض فيبقى له تار ، و بيتقال كمان انهم خنقوه او غرقوه .[47][48] و قتلوا ابنه الكبير ابو العباس احمد و خمس خدامين كانو بيخدموه فى قرية " وقف " ، و اسروا بناته فاطمه و خديجه و مريم. تانى يوم قتلوا كل اللى كانو معاه فى اسره جنب بوابة كلواذى. و قتلوا كل العباسيين اللى لقوهم و ما نجاش منهم الا كام واحد اعتبرهم المغول مش مهمين. و بعدها بيومين قتلوا ابنه التانى ابو الفضل. و بكده انتهت دولة خلفا ال عباس فى بغداد اللى حكموا بعد الأمويين، و كانت مدة حكمهم 525 سنه و عددهم 37 خليفه [49][50]

و بيتقال ان الوزير ابن العلقمى كان من ضمن اللى نصحوا هولاكو بقتل الخليفه المستعصم زى ما كان هو اللى نصح الخليفه بالخروج و الإستسلام لهولاكو ، و قاله ان هولاكو مش حا يقتله و انه عايز يجوز بنته من ابنه ابو بكر.[37][51]

فيه قصه بتقول ان فيه طاير ابيض راح وقف بتاع ساعه على خيمة الخليفه فلما شافه هولاكو استدعى الخليفه و سأله : " ايه الطاير اللى جالك ده ؟ " فرد الخليفه : " طائر سقط على الخيمة بعدين طار "، فسأله هولاكو : " قالك إيه و قلت له إيه ؟ " فرد الخليفه : " و هل يتكلم الطائر ؟ "، فقاله هولاكو : " لازم تقر بالحقيقه، جالك منين، و قالك إيه، و قلت له إيه ؟ " و استمر الحوار بالطريقه دى، و جه فى كلام هولاكو : " انتوا بتوع سحر و الطاير ده جاك رسول من أعوانك " و بعدين هولاكو جاب ابو بكر ابن الخليفه و حاوره فى نفس الموضوع، و بعدين حطوهم فى شوله و قعدوا يرفسوا فيهم لغاية ما ماتوا .[52]

فى موضوع ابن العلقمى

بخصوص موضوع ابن العلقمى و دوره فى سقوط بغداد لازم نشير هنا للإنصاف إن رغم إن المؤرخين العرب زى ابن كثير اتهموه بالخيانه و العماله للمغول ، مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى ما اظهرهوش فى كتابه عن تاريخ هولاكو كعميل للمغول او خاين ، لكن بالعكس وضح انه كان وزير مخلص حاول بنصايحه انه ينقذ ما ممكن انقاذه من ايد خليفه مش نبيه عمال يورط نفسه بجعجعاته فى حرب هو مش قدها ، و كانت نتيجتها تدمير بغداد و قتل الالاف. و زى ما اتقال، لما ابن العلقمى حاول يجمع جيش يحارب بيه المغول رفض الخليفه دفع مرتبات للعساكر و بدل ما يجهز جيش محترم بعت لهولاكو يستفزه بقوله : " مش من المصلحه أن يفكر الملك فى قصد عيلة العباسيين. فأحذر عين السؤ من الزمان الغادر ". و قبل كده لما قاله يراضى هولاكو و يعتذر له على اهانته ليه رفض و قاله : " لا تخشى القضاء المقبل ... و حيث إننى صديق لهما ( هولاكوخان و منكوقاآن )، فلابد أنهما ايضاً يكونان صديقيين و مواليين لى، و إن رسالة الرسل غير صحيحة " !

وبيوصف المؤرخ ابن كثير بداية حصار بغداد وصف بيبين ان الخليفه ده كان عايش فى وادى تانى و مش دريان باللى بيحصل حواليه ، بقوله : " و أحاطت التتار بدار الخلافه يرشقونها بالنبال من كل جانب لحد أصيبت جارية كانت تلعب بين يدى الخليفة و تضحكه، و كانت من جملة حظاياه، و كانت مولدة تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها و هى ترقص بين يدى الخليفه، فانزعج الخليفة من كده و فزع فزعا شديدا " ، و الغريب ان السهم ده كان فيه رساله من المغول بتقول : " إذا أراد الله تنفيذ قضائه وقدره أذهب عن اصحاب العقول عقولهم " ! .[53]

و بيحكى المؤرخ ابن تغرى - اللى برضه اتهم ابن العلقمى بالتآمر - إن بدر الدين لؤلؤ و تاج الدين بن صلايا نايب الخليفه فى إربل حذروا الخليفه من نية هولاكو مهاجمة بغداد و هو " لا يتحرك و لا يستيقظ " .[54]

سقوط بغداد بالشكل المخزى و الرهيب ده كان له وقع مؤلم على الناس عبر عنه المؤرخ ابن الأثير بقوله : " يا ليت امى لم تلدني، و يا ليتنى مت قبل ده وكنت نسى منسى " .[55]

و عبر عنه تقى الدين اسماعيل التنوخى فى قصيده مشهوره من 66 بيت بيقول بيت فيها : " لسائل الدمع عن بغداد أخبار .. فما وقوفك و الأحباب قد ساروا ".[39]

بعد سقوط بغداد

بعد اعدام الخليفه، المغول ادوا مناصب لرجالته ، فعينوا ابن العلقمى وزير ، و فخر الدين الدامغانى رئيس للديوان ، و عماد الدين القزوينى نايب للأمير " قراتاى " ، و نظام الدين عبد المؤمن البندجينى قاضى للقضاه، و نجم الدين ابو جعفر ( راست دل ) والى على أعمال شرقى بغداد و عينوا محتسبين لمراقبة المقاييس و الأوزان. و بعت هولاكو ايلكا نويان و قرابوقا و معاهم 3000 فارس مغولى عشان يصلحوا اللى اتهد و يحفظوا الأمن. و طلعت الناس من تحت الأرض زى ما يكونوا أموات نبشوا من القبور و بقت الناس مش عارفه بعض ، لا الأب بيتعرف على ابنه و لا الأخ بيتعرف على أخوه.[42] و دفن الناس قتلاهم و اتطهرت الطرق من جثث القتلى و الحيوانات النافقه و اتفتحت الاسواق. و بيتقال ان هولاكو كان عايز يحرق بغداد قبل ما يمشى لكن كتبغا نوين قاله بلاش يعمل كده لإن دى مدينه كبيره و مقصد للتجار و ممكن تجيب للمغول فلوس، فعشان كده سابها و ما حرقهاش.[42]

بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل راح لهولاكو شايل كفنه على كتفه ومعاه هدايا و مجوهرات و سلمه مفتاح الموصل فخلاه يفضل أمير عليها .[56] و رجع هولاكو على معسكره فى خانقين عشان يجهز لغزو سوريا. و هناك استقبل رسل من الناصر يوسف حاكم سوريا اللى بعت يطلب منه مساعدته على غزو مصر. و رد عليه هولاكو بجواب قاله فيه : " اما بعد فقد نزلنا بغداد سنة ست و خمسين و ستمائة فساء صباح المبذرين، فدعونا مالكها فأبى فحق عليه القول فأخذناه اخذا وبيلا. و قد دعوناك الى طاعتنا اتيت فروح و ريحان ، و إن ابيت فخزى و خسران. فلا تكن كالباحث عن حتفه بظلفه، و الجادع مارن أنفه بكفه فتكون من الأخسرين اعمال اللى ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. فما ذلك على الله بعزيز و السلام على من اتبع الهدى ".

بعدها بشويه هاجم المغول سوريا و احتلوها و بعتوا لمصر جواب تهديد بيقولوا فيه " الا قل لمصر ها هلاون ( هولاكو ) قد اتى .. بحد سيوف تنتضى و بواتر. يصير أعز القوم منا أذلة..ويلحق اطفال لهم بالأكابر " .[57]

رجالة شجر الدر اللى نصبوها سلطانه على مصر سنة 1250 بعد ما قادتهم لنصر كبير على الصليبيين فى معركة المنصورة ما ردوش على هولاكو بقصايد شعر و هدايا ، لكن أعدموا رسله و علقوا رووسهم على أبواب القاهره، و خرجوا بجيش مصر و غلبوا المغول يوم 3 سبتمبر 1260 فى معركة عين جالوت الحاسمه و حرروا الشام منهم.

شوف كمان :

فهرست وملحوظات

  1. Toynbee ، p.449
  2. Toynbee ، p.448
  3. أ ب قاسم، 56
  4. Curtin ، p.99
  5. ابن الدواداري، 7/350-349
  6. المقريزي، 1/315
  7. المقريزي، 419
  8. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/305
  9. Amitai-Preiss, p.34
  10. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/263-262
  11. أ ب ت ابن كثير، 13/3744
  12. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/255-256 و 260-261
  13. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/267-268
  14. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/269-270
  15. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/271-270
  16. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/271
  17. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/ 272 - 271
  18. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/276 - 274
  19. ابن تغرى، 7/ 64
  20. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 281/2
  21. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/281-282
  22. بيبرس الدوادار ،36
  23. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/282 و 284
  24. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/285
  25. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/286-285
  26. أ ب الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/286
  27. العينى، 1/179
  28. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/287
  29. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/288-287
  30. أ ب الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/288
  31. أ ب الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/289
  32. العينى، 1/175
  33. أ ب الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/290
  34. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/291-290
  35. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/291
  36. أ ب المقريزي، 499
  37. أ ب ابن تغرى، 7/ 50
  38. ابن كثير، 13/ 2745
  39. أ ب ابن تغرى، 7/ 51
  40. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/292-291
  41. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/292
  42. أ ب ت العينى، 1/176
  43. أ ب الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/293
  44. العينى، 1/174
  45. بيقول ابن تغرى إن عدد القتلى كان مليون و 800 ألف ( ابن تغرى، 7/ 50 )
  46. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/294-293
  47. ابن كثير، 13/3745
  48. بيقول ابن تغرى انهم خنقوه أو حطوه فى سجاده و رفسوه.-( ابن تغرى ، 7/ 50 )
  49. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/294
  50. العينى، 1/175-174
  51. العينى، 1/173
  52. ابن أيبك، 8/36-35
  53. ابن كثير، 3744/13
  54. ابن تغرى، 7/49-48
  55. الشيال 2/124
  56. بيبرس الدوادار، 42
  57. المقريزي، 514

المراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة2005، ISBN 977-18-0373-5
  • ابن كثير ، البداية والنهاية، (15 جزء)، دار صادر ، بيروت 2005، ISBN 9953-13-143-0
  • ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر، ( 9 اجزاء) مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألمانى للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
  • ابو الفداء: المختصر فى أخبار البشر ، المطبعة الحسينية، القاهرة 1325هـ.
  • بدر الدين العينى: عقائد الجمان فى تاريخ اهل الزمان، تحقيق د. محمد محمد امين، مركز تحقيق التراث،الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1987.
  • بسام العسلى : الظاهر بيبرس و نهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس ، بيروت 1981.
  • بسام العسلى : المظفر قطز و معركة عين جالوت، دار النفائس ، بيروت 2002.
  • بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ( 8 اجزاء)، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1961.
  • رشيد الدين فضل الله الهمذانى : جامع التواريخ، تاريخ غازان خان، الدار الثقافية للنشر، القاهرة 2000
  • رشيد الدين فضل الله الهمذانى : جامع التواريخ، الإيلخانيون، تاريخ هولاكو ، دار إحياء الكتب العربية
  • رشيد الدين فضل الله الهمذانى : جامع التواريخ، الإيلخانيون، تاريخ ابناء هولاكو من آباقاخان الى كيخاتوخان ، دار إحياء الكتب العربية
  • القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الإنشا ( 16 جزء )، دار الفكر، بيروت.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى و الاجتماعى, عين للدراسات الانسانية و الاجتماعية, القاهرة 2007.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : بين التاريخ و الفولكلور- , عين للدراسات الانسانية و الاجتماعية, القاهرة 2008
  • محيى الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر، تحقيق و نشر عبد العزيز الخويطر 1976.
  • محيى الدين بن عبد الظاهر : تشريف الايام والعصور فى سيرة الملك المنصور، تحقيق د. مراد كامل، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة 1961.
  • نور الدين خليل: سيف الدين قطز ، حورس للنشر والتوزيع، الاسكندرية 2005، -6ISBN 977-368-088
  • شفيق مهدى ( دكتور) : مماليك مصر والشام، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2008.
  • عز الدين بن شداد : تاريخ الملك الظاهر، دار نشر فرانز شتاينر، فيسبادن 1983
  • علاء طه رزق، دراسات فى تاريخ عصر سلاطين المماليك،عين للدراسات والبحوث الانسانية و الاجتماعية، القاهرة2008
  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge University Press 2004, ISBN 0-521-52290-0
  • Curtin, Jeremiah,The Mongols, A History,Da Capo Press 2003 ISBN 0-306-81243-6
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 2002
  • ( ارنولد توينبى) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press 1976
  • The New Encyclopædia Britannica, Micropædia,H.H. Berton Publisher,1973-1974
  • The New Encyclopædia Britannica, Macropædia,H.H. Berton Publisher,1973-1974
  NODES